أشهر الخرافات الطبية و الرد عليها
تنتشر بيننا الكثير من الخرافات الطبية و التي لا نعلم لها أساس و مع ذلك نأخذها علي أنها مسلمات و لا نحاول مناقشتها أو إثباتها. و قد قام مجموعة من الباحثين الأمريكان بمحاولة البحث عن تفنيد مجموعة من أشهر تلك الخرافات و هنا سأقدم ملخص لهذا البحث الشيق و المفيد.
1. يجب أن تشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً:
و هذه النصيحة منتشرة في معظم وسائل الأعلام و المصدر الوحيد المرجح لها هو بحث أجري عام 1945 و الذي يقول” أن الفرد يحتاج إلي 2.5 لتر من الماء يومياً و أن معظم هذه الكمية موجود في الأطعمة التي يتناولها” و بالتالي فإن حذف الجملة الأخيرة يفسره البعض علي أننا مطالبون بشرب هذه الكمية من الماء يومياً!
و أختلف باقي علماء التغذية حول هذه الحقيقية, و يفيد البعض الآخر إلي عدم وجود دليل علمي يشير إلي أحتياجنا إلي شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً. بل أن معظم أحتياجنا من الماء نحصل عليه من السوائل الأخري مثل العصائر و اللبن و غيرها. و علي العكس فأن تناول كميات زائدة من الماء يمكن أن يكون ضار لأنه قد يسبب التسمم بالماء.
2. نحن نستخدم 10% من قدراتنا العقلية فقط.
و قد أنتشر هذا الأعتقاد لفترة تزيد عن المائة عام و تنسب إلي ألبرت أينشتاين . و تشير الدراسات التي أجريت لتصوير نشاط المخ و تحديد أماكن الوظائف المختلفة التي يقوم بها إلي أنها نستخدم أكثر من ذلك بكثير. و أشارت الدراسات الخاصة بالمرضي المصابين بإصابات في المخ إلي أن تلف أي منطقة من المخ له آثار محددة و دائمة علي قدرات الشخص العقلية و وظائف جسمه. و لم تشير الدراسات العديدة التي أجريت إلي وجود منطقة خالية من النشاط في المخ بل أن معظم أنشطة المخ لها أماكن محددة و مختلفة و فشلت في إيجاد هذه 90% التي يزعم بأنها خاملة!
3. يستمر الشعر و الأظافر في النمو بعد موت الأنسان.
و جاء وصف هذه الخرافة في رواية بعنوان” All Quiet on the Western Front” بأن أظافر الميت استمرت في النمو بعد دفنه. و يؤكد العلماء إن شيئاً من هذا لا يمكن أن يحدث لأن نمو الشعر أو الأظافر يتم من خلال عمليات معقدة داخل الجسم و هو ما لا يمكن أن يحدث بعد الموت. و يشير العلماء إلي أن التفسير لهذه الظاهرة أنه بعد موت الإنسان يبدأ الجلد في الجفاف و بالتالي ينكمش مما يعطي مظهر يبدو و كأن الأظافر قد نمت!
4. حلاقة الشعر تجعله ينمو بشكل أسرع و أكثر غزارة.
و الدراسات العملية تشير إلي أن هذا غير صحيح حيث أن حلاقة الشعر لا تؤثر علي سرعة أو غزارة نموه و ذلك لأن الحلاقة تزيل الجزء الميت من الشعر و ليس الجزء الحي الذي يكمن داخل الجلد لذا من غير المحتمل أن تؤثر علي سرعة نموه!
5. القراءة في ضوت خافت تتلف البصر.
و ربما يرجع أصل هذه الخرافة إلي الأرهاق الذي نشعر به عند القراءة في الضوء الخافت, حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلي صعوبة التركيز و جفاف العين و لكن النقطة الهامة أن هذه التأثيرات لا تدوم.
و يؤكد هذه الحقيقة معظم أطباء العيون بأن القراءة في ظروف غير مناسبة قد تتعب العين و لكنها لا تتلفها أو تسبب بها آثار دائمة حيث أن هذه الآثار تتحسن عند التوقف عن القراءة.
6. تناول الديك الرومي يصيبك بالدوار.
و يعتقد البعض أن وجود مادة التريبتوفان Tryptophan في الديك الرومي هي السبب حيث أنها تدخل في تنظيم عملية النوم. و الحقيقة أن الكمية من هذه المادة الموجودة في لحم الديك الرومي غير كبيرة بل هي مساوية لتلك الموجودة في الفراخ أو البيف. كما أن تناول هذه المادة مع الأطعمة الأخري يقلل من إمتصاص الجسم لها. و الواقع أن ما قد يسبب الدوار بعد تناول أي وجبة ثقيلة هو قلة وصول الدم و الأكسجين إلي المخ مما يشعر الإنسان بالدوار أو النعاس.
7. التليفون المحمول يسبب تداخل مع أجهزة المستشفيات.
بسبب بعض الحالات التي سببت تداخل مع أجهزة المستشفيات مثل أجهزة رسم القلب قامت العديد من المستشفيات بمنع استخدام التليفون المحمول بداخلها. و قد أشارت دراسة بعض الدراسات في بريطانيا إلي وجود تداخل بنسبة 4% و علي مساقة أقل من متر واحد. و في عام 2005 قامت مستشفي مايو كلينيك بعمل 510 إختبار مستخدمة 16 جهاز و عدد 6 تليفونات محمولة, لم تحدث تداخلات سوي بنسبة 1.2% فقط. و أكدت نفس النتيجة أبحاث أجريت في أوروبا. كما أن التقينات الحديثة تقلل من حدوث التداخل. و في دراسة أجريت عام 2007 وجدت أن استخدام التليفون المحمول بشكل طبيعي لم ينتج عنه أي تداخلات خلال 300 إختبار في 75 غرفة علاجية. في حين يؤكد بعض الأطباء أن استخدامهم التليفون المحمول يمكن أن يقلل من حدوث أخطاء بسبب إستطاعتهم سرعة الوصول إلي زملائهم أو أساتذتهم في الوقت المناسب!
الخلاصة:
الكثير من المعتقدات رغم شهرتها تكون خاطئة أو لم يمكن أثباتها علمياً. و ينصح الباحثين الأطباء بمراجعة الدليل العلمي لما يأخذونه من قرارات و أن يلاحظوا الأجزاء من معتقداتهم المبنية علي التقليد أو الخرافة أو الأقوال المأثورة فقط. و رغم أن الأيمان بتلك المعتقدات غير ضار في حد ذاته, فأن وصف علاجات أو تدخلات طبية مبني عليها بالتأكيد يمكن أن يضر. و لذا يحتاج الأطباء إلي مراجعة معلوماتهم بشكل منتظم و دائم.